& بقلم زكية ابو شاويش &
دعاني الشَّوقُ للمحبوبِ يوماً ___ فكان الرَّدُّ من جنسِ المرادِ
ألا إنِّي بعدتُ عن المطايا ___ فلا ركبٌ يحلُّ ولا لزادِ
زحفتُ فليسَ لي في اللّهوِ دارٌ___ تجودُ وما بها وصلٌ لعادِ
رجعتُ إلى ديارِ العزِّ منها ___ وكان الخوفُ في جُلِّ البلادِ
إذا وصلَ المشوقُ إليه عادت ___ شياطين الهوى أصلُ القَرَادِ
عرفتُ مكانَ أصدافٍ تناءت ___ ولؤلؤها تناثر في القتادِ
وجاء الموجُ يبحثُ عن بقايا ___ وقد لُصِقَت بصخرٍفي ارتدادِ
أراني سابحاً من غيرِ كدٍ ___ وموجُ البحرِ يقذِفُ بالجلادِ
وأرنو من بعيدٍ للمباني ___ على شطِ الودادِ بلا ودادِ
لقد ضاعَ اليقينُ من الحيارى ___ وذا ماضٍ تجلببَ بالعنادِ
وضاع الحِلمُ من أيدي الموَلِّي___ فلا للشَّوقِ في مُدِنِ البِعادِ
أراني قد زهدتُ فما لوعدٍ ___يلوِّحُ بالمُنى عندَ السُهادِ
وهل كانَ المريضُ شفاءَ نفسٍ ___ وهل نفسٌ تصادِقُ من يعادي
أراني في الدُّنى من غيرِ شوقٍ ___لأيِ مُحبَّبٍ يُروَى بِحادِ
أكفُّ أذى الخلائقِ من بعيدٍ ___ وأُثني أضلعاً فوقَ الفؤادِ
لأحمي ما تبقَّى من ودادٍ ___على بُعدٍ ذوى في كُلِّ نادِ
وأقنعُ بالحياةِ إذا تمادت ___ بهجرٍ لارتفاعٍ من وهادِ
فلم أُشغل زماني بالمرائي ___ وَبُعدي عن بخيلٍ لا إرادي
إذا طمعٌ يلوحُ فَزِدْ عَطاءً ___ فلا للبُخلِ أجرٌ في المَعَادِ
ولا تيأسْ إذا جارت سنونٌ ___ بكلِّ قبيحةٍ من كُلِّ سادِ
فكلُّ الخلقِ لو جمحوا بشرٍّ ___ فلن يصلوا لقلبٍ باحتدادِ
ولو قصدوا لخيرٍ ترتجيهِ ___ فثق أنَّ الإرادةَ للجوادِ
سأحيا غيرَ آبِهةٍ لشيءٍ ___ بلا شكٍّ سأمضي في جهادِ
أُسلِّمُ للإلهِ بكُلِّ خطوٍ ___ ولي ثقةٌ بنفسٍ واعتقادِ
لرغبةِ خالقٍ أنحو وأحنو___ على كُلِّ النُّفوسِ بلا قيادِ
أردُ من الوساوسِ كُلَّ ساعٍ ___ للهوٍ ليسَ فيهِ من المدادِ
وجُلُّ الخلقِ يحظى بانثناءٍ___عن المحبوبِ مع قربِ البعادِ
تٌفَرِقُ شَمْلَنَا دُنيا لأخرى___ ونجهلُ ما يكونُ لكلِّ صادِ
أتوبُ إليكَ ربِّي من ذنوبٍ ___ تُخالِطُ ما جرى في كُلِّ بادِ
وأطمعُ من عفوٍّ لا يبالي___ إذا الإخلاصُ بالتوحيدِ شادِ
صلاةٌ والسَلامُ على نبيٍّ ___ من المولى على قَدْرِ الشِّدادِ
بأعدادٍ كما يرضى إلهي ___ أُصلِّي والسَّلامُ من الرَّشادِ
الجمعة 11 جمادى الآخرة 1438 ه
10 مارس 2017 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام