تسابيحُ الوصال 56
يمامةُ الودِّ
يشدّني الحنينُ إلى مقلتيها
ينازعني الشّوق إلى حجرها المأهولِ بالطّيبِ
يُغالِبني التّوق إلى محيّاها البدرِ
في ليالي السَّعدِ الهانئة بعطرها الشّذيّ
***
تتراقصُ فراشاتُ الصّيفِ
على شرفتها الشّرقيّةِ
تحفّها نسمة الشّوق مع طلوع الفجر
وعند منتصف الّليلِ
تُعاجِلُها يمامةُ الودِّ
تهدلُ في محرابِها القدسيّ
يخفُّ العاشِقونَ إلى أسوارها المنيعةِ
يرتّلونَ باسمها تراتيلَ الهوى
يرنّمونَ لنورها البهيّ ترانيم الودادِ
***
غجريّة الطّبعِ شرقيّة التّكوينِ
نخلةٌ دانيةُ القطوفِ
تؤتي أُكلَها كلَّ حينٍ
آراميّة المنشأِ
تتهادى في خطوها سحابة عشقٍ
ترتدي فستانها الميمونِ
في ليلةٍ باركتها يدُ السّماءِ
***
بلونِ خيوطِ الشّمسِ وارفةِ الظّلالِ
في نهاراتِ الحصادِ الوفيرِ
تعالي إلى دروبِ الذّكرى المُستطابةِ
نحيي طقوسِ الأمس واليوم
والغدِ الآتي
على وقعِ موسيقى الرّجوعِ والصّعودِ
إلى فردوسنا الموعودِ
باسم سيّدنا ومولانا النّورِ
حيثُ الّلقاء والسّخاء
والعطاء الكريم
د. بسّام سعيد