السبت، 12 يناير 2019

11

عذاب/مالك الفرح

عذاب

من ضمن بيوتات هذه المدينة، التي تشّكلت وصيغت بفعل عوامل عديدة وتحمل في طيّاتها الكثير من المفارقات والتفارقات بل الاختناقات كأي مؤسسة زوجية تحيا وتتحقق في غالبية المدن العربية إن لم نتجن ونخرج كثيراً أو قليلاً عن الموضوعية ولانكون قد جانبنا الواقع لقلنا في هذا الامتداد العربي من خليجه إلى محيطه ،فهي سمة بارزة وتستحق الوقفة والتأمل ودراسة المعالم الأساسية لهكذا انبناء أسري ،أسئلة وتساؤلات ربما تكون مشروعة أو أني أحاول شرعنتها الآن بما هي مشتركات عند الإنسان ؛ هذا الكائن الذي انفرد عن بقية الكائنات وتفّرد بإدمانه وتعاطيه السؤال.
فقد كان يعتبر المرأة صورة للخيانة ،اميرة الخداع ،ذلقة اللسان ،بطيئة الخطا وسريعة النزوات . وبما أنّه تلّقى تربّية صارمة شديدة الارتياب كانوا يذكّرونه في كلّ لحظة أنّ الرجل هو النار والمرأة هي القش !،ينفخ الشيطان فتشتعل .
قد تعّود على أن يعتبر كلّ فتاة من فتيات حوّاء حيواناً منقوصاً ، هفوة من الطبيعة ، عذاباً للعينين إن كانت دميمة ، ولوعة للقلب إن كانت جميلة ، متجبّرة على من يعشقها ،لدودة لمن يُغضبها ، مضطربة في أهوائها ،قاسية في جفائها ، تُسحر بفمها وتقيَّد بعينها.
التعذيب تركه مستعداً للاعتراف بأيَّ شيء لولا تَدَخُّل هذه المرأة اللعينة !، لايعرف بأيَّ نفوذٍ سَعَت لإطلاق سراحه ،لينتهي هنا في هذا الفراش النتن.
استدار لِيَصُبَّ أيام عذابات المعتقل في جسدها الذي يًذَكِّره بكيس شحمي ، وتَلَقَّت منه وحشية بهسيس خافت : هات بعض فيضك ! .
بينماغرس وجهه في الوسادة بنيَّة أن يخمد أنفاسه ويستريح من هذا القرف ،تلك الوسادة كانت آخر متعلقاته ، يتنقَّل بها كما تتنقّل السلحفاة بصَدَفتها !.

     بقلم/مالك الفرح/

11

About 11 -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :