&&الشاعر المبدع محمد خالد&&
يكتب✍...
&&طفولة مشردة&&
أيها الزمان
كيف ترمي أطفالنا..
ونحن بنيناك وألفناك..
زرعنا في حقولك زيتونا
وفي سمائك حماما
وفي بساتينك ورودا
وفي رحمك نسلا
وفي جوفك قوتا...
وها أنت تزرع في فلذاتنا حقدا
وفي وسطهم جوعا
وفي أدمغتهم جهلا
وفي أجسادهم نحافة...
أيها الزمان
أ تمشي مرحا وتتبختر؟
كيف يكتبك التاريخ؟
ونحن التاريخ
وأنت تفرش الحصير
لأطفال مشردة؟
وأجسامهم الهزيلة
تلسعها أشواك القرّ القذرة
وعيونك شاهدة
يلتحفون البسيطة
ويستندون الصخور
غطاؤهم السماء
وقوتهم الهواء ...
سنخطك بمداد الذل
ونرسمك على صفحات المزابل
ولوحات الهوان والرذائل...
أ تدير بظهرك وتتطاوس؟
وحبسْتَ أنفاسهم
وأنت المؤنس..
أ تجهل أيها الزمان ؟
إن الطفل عقد ماسي
على جيدك يسبّح
وللرحمان يقدّس...
بخّسْتَ الطفولة
وكنت فيروسا
وأعدمت الماضي
ودنسته تدنيسا.....
كم أحيينا ليلك، والصغار حولنا
ونحن بالآلام نتحسس...
وأنت كالوتد المنغرس في طفولتهم
وفي أجسادنا..
كمتسلق متمرس....
وهل شكا جبل يوما
من صخره ونبْش الأفؤس...
وحمامنا مكسور الأجنحة
تدوسها النوارس....
أتحالفت مع الكبار
على تشريد الصغار
وأرض الله واسعة...
وكم أظلم بكاؤهم ليلك
وكنت سراجهم...
وكم سهروا معك الليالي
وكنت سميرهم...
وبحب دفين تعصرهم
لتشم أريجهم...
وملائكة الرحمان ترشف
حبق الأطفال...
هل ضاق صدرك بأطفالنا
وهم مضيئون كالفوانيس...
أيها الزمن
كيف تحرق مظلّتك
بكبريت الغدر المسموم...
لما اسودَّت وجوه صبيانك
وبقيت عاريا من الرحمة
كالجدار المهدوم....
وغرقت أرجلك
في الوحل المحموم
وبأوامرهم تلوّح...
فشردت الصغار
وناصرت الكبار...
بقلمي : محمد خالد / المغرب
